languageFrançais

'شانتال غويا' ترسم ابتسامة الطفولة على ركح قرطاج

تحوّل ركح مهرجان قرطاج الدولي مساء الأحد 3 أوت 2025 إلى مساحة من الحنين مع العرض الطفول  “Chantal Goya sur la Route Enchantée” في إطار الدورة التاسعة والخمسين للمهرجان، بدعم من وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، وبحضور الوزيرة أسماء الجابري.

سحر الطفولة

رغم بلوغها 83 سنة، اعتلت شانتال غويا المسرح بحيوية لافتة وروح طفولية لم تغادرها يومًا. غنّت، رقصت، وتفاعلت مع جمهورها بحبّ واضح، وكأنها ما زالت تلك الفتاة التي بدأت قبل عقود رحلتها مع الأطفال. الأرنب، السنجاب، البومة وغيرها من الشخصيات الكرتونية رافقتها على الركح في عرض انقسم إلى جزأين يفصل بينهما 20 دقيقة استراحة، ليبقى الحماس متدفقًا في قلوب الأطفال وأوليائهم على حدّ سواء.

شغف متجدد ورسالة إنسانية

تحدّثت شانتال غويا بعد العرض عن سرّ استمرارها في تقديم عروض الأطفال لأكثر من أربعين عامًا، مؤكدة أنّ الجمهور بالنسبة إليها هو “عائلتها الكبيرة” التي تهبها القوة والإرادة لتظلّ دائمًا على الموعد معهم. 

كما عبّرت  كيف أنّها لم تتوقف يومًا عن العطاء لأنها تؤمن بأن موهبتها وحبّ الناس هما الوقود الذي يغذي مسيرتها، مضيفة أن الأطفال، في نظرها، هم أنفسهم في كل أنحاء العالم، وأنهم يشتركون جميعًا في البراءة والخيال، حتى وسط الحروب والمآسي. واستشهدت بما يقوله لها بعض الآباء في مناطق النزاعات: “أغانيك رافقت أطفالنا في الملاجئ وأعادت إليهم الأمل”. ثم ختمت قائلة إن الأطفال هم حياتها وهوايتها، وأن ما يجمعها بهم أقوى من مجرد أغنية أو عرض، بل رابط إنساني يجعلها تستمر في العطاء.

الطفل في قرطاج

امتلأت مدارج قرطاج بعائلات جاءت من مختلف أنحاء الجمهورية. عشرات الأطفال، حضروا صحبة أوليائهم ومعلميهم وكشافة جاؤوا من المدارس والجمعيات لمواكبة العرض والتفاعل معه ضمن أجواء تشحنها البراءة والمرح الطفولي .

مسيرة فنية من السينما إلى أسطورة الطفولة

رحلة شانتال غويا بدأت في سايغون – فيتنام سنة 1942 قبل أن تنتقل إلى باريس، حيث التقت سنة 1964 بالمؤلف الموسيقي جان‑جاك دوبو الذي غيّر مجرى حياتها. بعد أدوار سينمائية بارزة أبرزها فيلم Masculin, féminin 1966  تحوّلت إلى الغناء. الانطلاقة الكبرى كانت سنة 1978مع أغنية “Adieu les jolis foulards” التي جعلتها أيقونة الطفولة في فرنسا والعالم الفرنكوفوني.

قرطاج… محطة جديدة في رحلة لا تنتهي

عرض ليلة أمس لم يكن مجرد حفل موسيقي بل كان رحلة في الذاكرة والخيال، رحلة أعادت للأطفال ولأوليائهم أيضًا طعم البراءة وسط عالم مثقل بالأزمات.

وبانحناءتها الأخيرة على خشبة قرطاج، أثبتت شانتال غويا أن السحر الذي رافق بداياتها لم يخفت أبدًا، وأنها ما زالت تحمل على كتفيها رسالة طفولية مليئة بالأمل.

*ليندا بلحاج